مفهوم الرفق بالحيوان :
هو رعايته والعناية به وإيجاد مأوى له واطعامه ومنع أذيته وتفهم متطلباته ومعاملته معلمة حسنة .
وخير ما قيل عن الرفق بالحيوان :
قال النبي محمد بن عبدالله ، عليه الصلاة والسلام : “بينما رجل يمشى فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من شدة العطش قال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفميه، ثم رقي، فسقى الكلب! فشكر الله له، فغفر له)) قالوا يا رسول الله! وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: في كل كبد رطبة أجر”.
وروي أن النبي محمد بن عبدالله ، عليه الصلاة والسلام : دخل غائطاً لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- حن وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ذِفراه فسكت فقال: ((من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟)) فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال: ((أفلا تتقى الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إلى أنك تجيعه وتدئبه)).
الدولة والرفق بالحيوان
يجب على كل دولة في العالم العمل على توعية سكانها في كيفية التعامل مع الحيوانات، كما تقع عليها مسؤولية توفير المرافق اللازمة والخاصة للحيوانات التي تربى في المزارع ومراقبة هذه المزارع بشكل دوري، والتأكد من أنها تعمل بشكل جيد وتطبق القوانين الخاصة بالحيوان، وعلى الدولة أيضا أن تضع بعض القوانين والتشريعات الخاصة في الرفق بالحيوان في دستورها الوطني الخاص بها، ليكون شعبها على دراية بمن يخالف نص القانون ستقع عليه المحاكمة والعقوبة، ويجب على الدولة أن تدرج مساقاً دراسياً بعنوان الرفق بالحيوان، وذلك لتعليم وتربية الأطفال منذ الصغر.

حسن معاملة الحيوان :
من أحكام الرحمة بالحيوان ما لا يخطر على البال؛ فهم يُقَرِّرون أن النفقة على الحيوان واجبةٌ على مالكه، فإنِ امتنع أُجبِر على بيعه أو الإنفاق عليه، أو تسيِيبه إلى مكانٍ يجِد فيه رزقه ومأمَنه، أو ذبحه إذا كان مما يُؤكَل.
كما أن الرفق بالحيوان هو مفهوم ديني عميق كذلك فهو مفهوم إنساني غاية في الحساسية، ومن لا يفكر برعاية الحيوان الضعيف لن يفكر فيما هو فوق ذلك.
وهب الله الإنسان العقل وكرمه ليهتم بالمخلوقات جميعا، الحيوان والنبات وحتى الجماد، ومن لا يهتم فكأنه بلا عقل.
الرحمة والرأفة بالحيوان شرط على كل عقل واعي، فالحيوان لا يستطيع أن يشتكي أو يعبر عن وجعه وعن ألمه أو جوعه ، انصتوا لذلك الأنين المتقطع لدى الحيوان الضعيف .
الحيوانات تحب وتكره وتعطف وتغار وتشفق، انظروا في عيونها مرة واحدة وستخبركم بكل شيء.
الحيوان شجرة قُطعت رجلها من الأرض، فهي تمشي، والشجرة حيوان ساخت رجلاه في الأرض، فهو قائم في مكانه يأكل ويشرب وإن كان لا ينام ولا يغفل.القسوة والعبث مع الحيوان غباء ليس له مثيل.
إيذاء الحيوانات وتكليفها بما يشق عليها جريمة تفوق الجرائم العادية، لأن القضاء، في هذه الحالة، لا يستمع إلى وجهة نظر المجني عليه ، وليس هناك محام يتولى عرض قضيته.
الحفلات الكبرى لمصارَعة الثيران، هي بلا شك وحشيةٌ من بقايا وحشية الغَربيين القدماء وفي العصور الوسطى، وقد تَنَزَّهَتْ عنها الحضارة الإسلامية.